صحيفة الدعوة الإسلامية
افتتح الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث بدولة
قطر، مساء يوم الأربعاء 4ديسمبر، معرض الدوحة الدولي الرابع والعشرون للكتاب، بمركز
الدوحة للمعارض والمؤتمرات، بمشاركة 360 دار نشر من 29 دولة عربية وأجنبية قدّمت
جميعها ما يقرب من 27000 عنوانا باللغة العربية والأجنبة.
وأكد السيد الوزير في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام عقب جولة سريعة على أجنحة
المعرض، أن المعرض يكتسب أهمية خاصة في دورته الحالية بسبب تزامن فاعلياته مع قرب
احتفال الدولة باليوم الوطني، إضافة إلى منحه مجالاً أوفراً للكتب التعليمية والتربوية الخاصة
بالأطفال، بهدف تعزيز مكانة أدب الطفل وكتابه في الحاضر والمستقبل.
ورداً ع ن س ؤال م ن م وف د “جمعية ال دع وة
الإسلامية العالمية” بشأن ماهية المعايير الرقاببة
على الكتب، أكد وزير الثقافة على ضرورة تأمين
القارئ ومنع كل ما يمس بالدين وبالأخلاق وقيم
المجتمع بقوله: “نحن نؤمن بحرية الفكر والإبداع
ول ك ن لا ب دّ ألا ي ت صادم م ع عقيدتنا وثوابتنا
الإسلامية وقيمنا الأخلاقية، موضحا أن حجم
العناويين التي منعت هذا العام محدودا جدا ولا
يتجاوز عدد أصابع اليدين.
وأش ار وزير الثقافة أن العناونين خلال هذه
السنة تضاعفت وحملت الجديد، موضحا بأن
العالم أجمع أصبح يعي دور الثقافة، ممثلا لذلك
بالشراكة الثقافية بين الدول، وأن هذا دليل على
مدى الإدراك والوعي لقيمة الثقافة في التنمية
وبناء قيم التبادل الثقافي بين الشعوب.
وحلّت المملكة المتحدة ضيف شرف للمعرض
فى دورته الحالية، حيث شارك جناحها فى تنظيم
مجموعة من الفاعليات والورش التدريبية للعائلات
والأطفال ومحبي القراءة.
وكان من ضمن زوار المعرض الشيخ الدكتور/
علي الصلابي، حيث عبر خلال لقاء صحفي خاص
بصحيفة ال دع وة الإسالم ي ة، ع ن بالغ سعادته
وتقديره لمشاركة جمعية الدعوة الإسلامية العالمية
بالمعرض واهتمامها بتعزيز ف رص التواصل
والالتقاء، ومواصلة أداء رسالتها النبيلة ونشر
تعاليم الإسلام السمحة بمنهجية وسطية بعيدة عن
التشدد، كما نقل الدكتور الصلابي خالص تحياته
الشخصية للدكتور/ عبدالكريم خليل رئيس مجلس
إدارة الجمعية وكافة العاملين بإداراتها، متمنيا
للجمعية مزيدا من النجاح والتوفيق والرقي في
الميادين الدعوية والإنسانية كافة.
وشهدت أيام المعرض فاعليات خاصة أقامتها
وزارة الثقافة القطربة منها “الصالون الثقافي”
و”مهرجان كتاب الطفل” و”م ع رض الكاريكاتير
العربي”.
كما صاحب المعرض العديد من الفاعليات
والأن شطة الثقافية والدينية والفنية والأدب ي ة
والسياسية بمشاركة ع دد كبير من السياسيين
والمفكرين العرب والأجانب إلى جانب كبار الشعراء
والأدباء على مستوى الوطن العربي.
وحظيت مشاركة جمعية الدعوة الإسلامية
العالمية بالمعرض، امتنان وترحيب العديد من
ال زوار والناشرين، باعتبارها المؤسسة الوحيدة
التي شاركت من ليبيا هذا العام، مشيدين بتنوع
منشوراتها بمختلف الأدبيات والتراجم الإسلامية
والتثقيفية، إضاف ةً إل ى زخ م مواضيع صحيفة
الدعوة الإسلامية.
فاعليات ثقافية مصاحبة للمعرض
ص اح ب م ع رض ال دوح ة ال دول ي ال راب ع
والعشرين للكتاب، عدد من المحاضرات والندوات
تتعلق بالعديد من القضايا الثقافية والسياسية في
العالم، حيث ألقى كلا من: الأديب بنسالم حميش
وزي ر الثقافة المغربي السابق، محاضرة تحت
عنوان “أزمات تشتد ولا تنفرج”، ومحاضرة أخرى
بعنوان “الإسهام الاسلامي في علم الأديان” للأستاذ
الدكتور/دين محمد، كذلك محاضرة للروائي/
واسيني الأعرج بعنوان: “تحديات الرواية العربية
في مواجهة عصر قلق”.
كما أقيمت على هامش الفاعليات الثقافية
للمعرض عدد من الندوات قدمها عدد من الأدباء
والكتّاب منها ن دوة بعنوان: “المكتبات والثورة
الثقافية المعاصرة”، ون دوة بعنوان “أهمية جمع
وتوثيق التراث الشفهي”، وندوة: “أدب الطفل بين
تشجيع الدول وإقبال المبدعين”.
كما صاحب المعرض، أمسيات شعرية شارك
فيها بعض الشعراء والمنشدين العرب منهم: مبارك
آل خليفة وصقر الكعبي وحمد البريدي والمنشد
ناصر الهاجري.
مهرجان أدب الطفل
وعلى هامش المعرض انطلقت يوم الخميس
الموافق 5 ديسمير 2013 ، فاعليات مهرجان
كتاب الطفل الأول الذي ينظمه مركز أدب الطفل
القطري، وذل ك لأول م رة ف ي ت اري خ المعرض،
متضمناً أنشطة موجة للأطفال بغرض تنمية حس
الابتكار والاستمتاع للحكاية والقصة لديهم.
وتوافد مئات الأطفال على زي ارة المهرجان
طوال أيام المعرض، وشاركوا في الورش التي تم
إطلاقها مثل صنع الشخصيات القصصية ورسم
الشخصيات الكارتونية والتلوين المائي وصناعة
الدمى وفن التشكيل بالصلصال وغيرها، حيث
شكل المهرجان فرصة لتجسيد المتعة بطريقة
ثقافية ترتكز على مفاهيم الفكر والابتكار والإبداع.
كما تضمن المهرجان مشاركة مجموعة من
الخطاطين من مركز الإبداع الفني الفطري، حيث
منحت هذه الفعالية الأطفال المشاركين فرصة
لتعلم أساسيات الرسم الصحيح وتعلم أساسيات
الخط العربي.
انطباعات عامة للزوار عن المعرض
من خلال ح وارات ومناقشات أجراها ممثلو
جمعية الدعوة الإسلامية العالمية مع عدد من زوار
جناح الجمعية والوقوف على الانطباعات العامة
للزوار وم دى اهتمامهم وحرصهم على القراءة
وبحثهم ع ن الكتب، أك د بعض ال زوار على أن
الفاعليات المصاحبة لمعرض هذا العام قد أبرزت
الحدث وساهمت في تزايد الإقبال، حيث تنوعت
فيه الفاعليات بإقامة ن دوات يومية في صالونه
الثقافي وكذلك توقيعات الكتب المتوالية، مبدين
إعجابهم بدقة التنظيم وحجم الخدمات التي تقدم
للجمهور للوصول إل ى الكتب التي يرغبون في
شرائها، وأجمعوا أن هناك اهتماما كبيرا يوليه
منظمو المعرض للرد على استفسارات واحتياجات
الجمهور من حيث عنوان الكتاب واسم المؤلف
واسم دار النشر التي تعرضه ورقم الجناح الموجود
فيه فضلاً عن أن هذه المعلومات كلها موجودة
داخل الدليل الورقي والدليل الإلكتروني.
وش دد أح د ال زوار على م دى نجاح ووق وف
الكتاب وتصديه لكل مغريات العصر من سهولة في
الحصول على المعلومات والأفكار، خاصة أنه مع
ثورة الاتصالات وتدفق الأفكار يبقى الكتاب صامداً
لأن هناك جمهوراً خاصاً يستمتع بالقراءة والاطلاع
ويفضل أن يستقي معلوماته من مصادر موثوق
فيها، خاصة أن أي كتاب أو إصدار يكون معروفاً
انه من مكتبة معينة أو دار نشر محددة.
كما أشار زوار أخرون على أن المعرض هذا
العام منظم جداً وأجوائه هادئه ما شجع جمهور
الحضور على التركيز في الاختيار بين الكتب
المعروضة ودور النشر المنتشرة بالمعرض، وهو ما
جعل المعرض مصدراً لتواصل الثقافات والحوار
والتقارب.
كما أكد عدد من ممثلي دور النشر والمؤسسات
والهيئات المشاركة في ال دورة الحالية لمعرض
ال دوح ة ال دول ي ل ل ك ت اب أن ال دورة الحالية
تشهد ت ط ورا ملحوظا، س واء م ن خالل زي ادة
عدد المشاركين أو نوعية ما هو مقدم من كتب
وخدمات وأنشطة وفاعليات، وأكدوا أنهم وجدوا
كافة سبل التعاون والتسهيلات من قبل القائمين
على المهرجان لتسهيل مهمتهم، وأن هناك إقبالاً
كبيرًا على معرض الدوحة بشكل عام سواء من قِبل
الناشرين أو الزوار.
