الرئيسية / الأخبار / عز فحكم وغفر فرحم ﴿ 33 ﴾
عز فحكم وغفر فرحم ﴿ 33 ﴾

عز فحكم وغفر فرحم ﴿ 33 ﴾

ذكر الطيبي عن الأصمعي قال: كنت أ قرأ قوله
تعالى : ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء
بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ ا والله غفور رحيم﴾ المائدة
38 . وبجنبي أعرابي، فقال كلام من هذا ؟ قلت :
كلام الله، قال: هذا ليس كلام الله، فانتبهت فقرأت:
﴿وَا عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ فقال: أصبت،هذا كلام الله،
فقلت : أتقرأ القرآن ؟ قال: لا، قلت: من أين علمت؟
قال : ياهذا،عز فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما
قطع، تتبعت قوله تعالى: ﴿العَزيزُ الحَكِيمٌ﴾في
القرآن الكريم،فوجدتها تكررت ) 47 ( مرة،أحيانا
معرفة بالألف واللام،وأحيانا بالتنوين.

قال الله تعالى: ﴿سَبَّحَ لَّه مَا
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ا رْألَْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ الحشر
. 1
افتتاح السورة بالإخبار عن
تسبيح مافي السموات ومافي
الأرض تذكير للمؤمنين بتسبيحهم لله ، تسبيح شكر على
ماأنالهم من فتح بلاد بني النضير ، فكأنه قال : سبحوا
لله كما سبح له مافي السموات وما في الأرض .
وتعريضه بأولئك الذين نزلت السورة فيهم ، بأنه
أصابهم ماأصابهم لتنكرهم عن تسبيح الله حق تسبيحه
بتصديق رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إذ أعرضوا عن النظر في
دلائل رسالته أوكابروا في معرفتها نتيجة ضلالهم
وتعنتهم .
والقول في هذه الآية كالقول في نظيرتها في أول سورة
الحديد ، إلا أن مافي سورة الحديد ) مَا السَّمَاوَاتِ
وَا رْألَْضِ( وهنا )مَا السَّمَاوَاتِ وَمَا ا رْألَْضِ(، لأن
سورة الحديد تضمنت الاستدلال على عظمة الله تعالى
وصفاته وانفراده بخلق السموات والأرض، فكان دليل
ذلك هو مجموع مااحتوت عليه السموات والأرض من
أصناف الموجودات ، فجمع ذلك كله في اسم واحد هو
“ما” الموصولة . وأما فاتحة سورة الحشر فقد سيقت
للتذكير بمنة الله تعالى على المسلمين في حالة أرضية،
وهي خذلان بني النضير ، فناسب فيها أن يخص أهل
الأرض باسم موصول خاص بهم وهو”ما” الموصولة
الثانية، وعلى هذا المنوال جاءت سورة الصف والجمعة
والتغابن .
وأخبر بالماضي ) سبح( لأن المخبر عنه تسبيح شكر عن
نعمة مضت قبل نزول السورة وهي نعمة إخراج أهل
النضيروهذا من معجزات القرآن الكريم .
تفسير القرطبي م 18 ص 1
تفسير التحرير والتنوير م 28 ص 63 – 64 .

عن إدارة التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى