الرئيسية / الأخبار / دراسات لُغويّة في الأمثال العربيّة
دراسات لُغويّة في الأمثال العربيّة

دراسات لُغويّة في الأمثال العربيّة

من أقوال العرب : ” حَادِثُوا هذه النّفوسَ فإنَّها سريعةُ الدُّثورِ”
يقال : حادَثَ فلانٌ السّيفَ أي جَلاَهُ وصقله ، وحادث نفسَه أي جَلاَهَا
وصقلها من أَوْضَار الدّنيا وممّا عَلِقَ بها ورَانَ عليها باليقين والتّقوى .
ويقال أيضاً: حادث فلانٌ قَلبَه بذكر الله تعالى أي تعهّده بذلك .
والنّفوس واحدتُها النّفس بتسكين الفاء ، وهي الرُّوح ، وتجمعُ أيضاً على
أنفس ، وكلتا الصّيغت وردت في القرآن الكريم ، قال الله تعالى : ﴿وَإِذَا
النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ الآية 7 من سورة التّكوير .
وقال تعالى : ﴿اللَُّه يَتَوَفَّى ا نْألَفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي
مَنَامِهَا﴾ الآية 42 سورة الزّمر . أمّا النَّفَسُ بفتح الفاء فهي الرّيحُ
وجمعُها أنفاس .
والدُّثور : مصدر الفعل دَثَرَ ، يقال : دَثَرَ السّيفُ إذا صدأ لبعد
عهده بالصّقل، ويقال أيضاً : دَثَرَ القلبُ إذا غَفَلَ ، ودَثَرَتِ النّفسُ
إذا انصرفت عن الحقّ ، وحادت عن الطرّيقِ المستقيم .
والدِّثار : الثّوب والغطاء ، والدَّثور: المتدَثِّرُ أي
المتغطِّي والملتفّ بالِّدثار ، ومنه قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ا دْملَُّثِّرُ قُمْ
فَأَنذِرْ ﴾ الآيتان 1و 2 من سورة المدّثّرِ . وفي الهدي النّبويّ : ”
إِنّ القلبَ يَدْثُرُ كما يَدْثُرُ السّيفُ ” أي يصدأُ كما يصدأ السّيف ،
أمّا في قوله صلى الله عليه وسلم : ” ذهبَ أهلُ الدُّثور بالأجور ” فالدُّثورُ واحدها
الدَّثْر بتسكين الثّاء وهو المال الكثير الّذي يُوَجَّهُ إلى الخير ، ويُنفق في
سبيل الله تعالى ، وهو خلاف الدَّثَرِ بفتح الثّاء الّذي يَعْنِي الْوَسَخَ وجمعه
أَدْثَارٌ .
وخلاصة معنى القول : اصْقُلُوا هذه النّفوسَ واجلُوا الصّدأ عنها ،
وأعيدوها قابلةً لودائع الخير ، فإنّها إذا صَدِئَت تَغَطَّتْ ولم ينتفعْ بها .
وممّا قيل في صقل النّفس واستكمال فضائلها:
أَقْبِلْ عَلىَ النّفْسِ فاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا
فأنتَ بالنّفسِ لاَ بالجسمِ إِنسانُ
وَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِحَبْلِ اللهِ مُعْتَصِماً
فإنَّه الرُّكنُ إِنْ خَانَتْكَ أَركانُ
أقبلْ بهمزة قطع : الأمر من أقبلَ ، يُقْبلُ ، إِقبالاً ، يقالُ : أقبل فلان
أي قَدِمَ ، وأقبل العامُ أي جاء ، و أقبل فلانٌ بالشّيء أي جاد به ، وأقبلتِ
الأرضُ بالنّبات أي جادت به ، ويقال : أقبل فلان بفلان وأدبر به أي داوره
مختبراً إيّاه في قَبول أمر من الأمور .
وأقبل المزارعُ على العمل أي لَزِمَهُ وأخذ فيه ، وأقبلت الدُّنيا على القوم
أي جاءتهم بخيرها ، وأقبلَ المصلّي القبلةَ أي جعلها أمامه ، وأقبل فلان
فلاناً الطّريق أي دلّه عليها .
والفضائل واحدتها الفضيلة وهي الدّرجة الرّفيعة في حسن الخلق ،
وفضيلة الشّيء : مزيّته أو وظيفته الّتي قصدت منه ، ففضيلة السّيف
إحكام القطع ، وفضيلة العقل إحكام الفكر ، وفضيلة الأخلاق
الثّبات على الاستقامة ، وأمّهات فضائل النّفس أربع هي :
الحكمة ، والْعِفّة ، والشّجاعة ، والعقل .
واشدُدْ : فعل صحيح مضعّف ، يقال : اشدُدْ عَضُدَ أخيك
بفكّ التّضعيف ، وشُدَّ عّضُدَ أخيك بالإدغام، قال الله تعالى:
﴿وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ
الأَلِيمَ﴾ من الآية 88 من سورة يونس .
ويستعمل الفعل ” شَدَّ ” في معانٍ كثيرة ، يقال : شَدَّ البناءُ
أي قَوِيَ ومَتُنَ ، وشَدّ النّهارُ أي ارتفع ، وشدّ فلان على فلان
في الحرب أي حمل بقوّة ، وشدّ اللهُ تعالى على قلب الكافر أي ختم ،
وشدّ البطلُ العدوَّ أي أَوْثَقَه. وشَدَّ فلانٌ عَضُدَ فلان وعلى يديْه أي قوّاه
وأعانه، وشدَّ فلان رِحالَه أي تهيّأ للسّفر ، وشدّ الحاجّ مئزره أي جدّ
واجتهد في العمل .
والأصلُ في الحبل ما فُتِل من ليف ونحوه لِيُرْبَطَ به أو يقادَ ، واستعمل
الحبلُ في معنى العهد والذّمّة والأمان، قال تعالى : ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ
ا جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ من الآية 103 من سورة آل عمران .
ويقال : فلان يَحْطِبُ فيِ حبل فلان إذا كان يُعِينُه وينصره ، وفلانٌ وصل
حبلَ فلان إذا زوّجه ابنتَه ، وفلان على حبل ذراع فلان إذا كان ممكناً
له مُسْتَطَاعاً. وحبل الوريد : عِرْقٌ في العنق ، يضرب به المثل في القرب،
قال تعالى :
﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ من الآية 16 من سورة ق .
ويقال: احتبله الموتُ بحبائله أي قضى عليه ، ويا حابلُ اذكرْ حَلاًّ،
وهو مَثلٌ يضربُ للتّبصّر في العواقب ، ويقال أيضاً : اختلط الحابلُ
بالنّابل أي لا يُعْرَفُ الصّائدُ بالنِّبال من الصّائد بالحبال . و الأُحبول
والأُحبولة : المصيدة ، والجمع أحابيلُ ، والمراد بالحبل في قول الشّاعر:
أَلَمْ تَرَ أنّ الدّهرَ يومٌ وليلةٌ
وأنَّ الفتى بِحَبْليْه عَانِيا
المراد بهما اللّيل والنّهار . ورُكْنُ الشّيء : جانبُه الأْقوى ، وجبل ركين أي
له أركان عالية . ورُكانةُ بضمّ الرّاء: اسم رجل من أهل مكّة طلّق امرأته
البتّة فحلّفه النّبيّ – صلى الله عليه وسلم أنّه لم يرد الثّلاثة . ويقال: رَكَنَ فلانٌ إلى فلان
يَرْكُنُ رُكوناً، وَرَكِنَ بالكسر يَرْكَنُ رُكونا أي مال إليه وسكن.

عن إدارة التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى