الرئيسية / الأخبار / التكافل الاجتماعي في الإسلام
التكافل الاجتماعي في الإسلام

التكافل الاجتماعي في الإسلام

جاء الإسلام يشيد مجتمعا إنسانيا فاصلا
يستند على أسس أخلاقية قوية وتربوية.
لقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى:
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمعَْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمنُكَرِ(﴾ آل عمران
الآية 110 .
إن الإسلام في مضمونه ينادي بتعاليم تربوية
وأخلاقية تنص على التحرر من الأنانية
وحب الغير وتقديم يد العون للمجتمع الذي
يعيش فيه الإنسان.
إن هذه التعاليم التربوية في صالح الإنسانية
قاطبة تمنع عنه الاستغلال والعبودية
والتكاتف مع الجميع.
أهم هذه المبادئ التي ينادي بها الإسلام في
مجال الرعاية الاجتماعية هو مبدأ”التكافل
الاجتماعي” هذا المبدأ الذي طبقه الرسول الكريم عليه أفضل
الصلاة وأزكى التسليم في يثرب “المدينة”، عندما آخا بين المهاجرين
الذين تركوا ديارهم في سبيل عقيدتهم وبين الأنصار الذين
احتضنوهم واقتسموا معهم ما يملكون وأصبحوا جميعا كالبنيان
المرصوص يشد بعضه بعضا.
مبدأ التكافل الاجتماعي وهو أن يتولى المجتمع كفالة أبنائه حيث
كل قادر كفيل في مجتمعه يمده بالخير ويدفع الضنك عن البناء
الإجتماعي وإقامته على أسس سليمة من هنا نستطيع أن نقول
ان الإسلام اهتم وركز على بناء المجتمع، بأن أهتم بالرعاية
الإجتماعية من خلال المبادئ التالية.
السلام القائم على العدل بين جميع شعوب المعمورة وهذا
واضح في الآية الكريمة :﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا﴾الحجرات الآية 13 هذه الآية الكريمة تهدف إلى
السلام والتعارف والوئام والتعاون في سبيل رفاهية إنسانية
دون غدر أو شعارات زائفة ظاهرها جميل وباطنها بؤس
وشقاء وتعاسة.
السلام الحقيقي دون استغلال أو زيف كالسلام الذي تدعيه
الصهيونية التي تهدف إلى السيطرة على الشعوب وامتصاص
مقدراتها.
إن السلام الذي يدعو إليه الإسلام من خلال تعاليمه السمحة،
يهدف إلى إقامة علاقات طيبة بين الشعوب مهما كانت
دياناتهم وحث على مساعدة الصادق منهم والبر بهم.

من هنا يتضح أن الإسلام أول من نادى بالسلام
العالمي القائم على العدل والمساواة والمحبة بين
الأفراد وبهذا ضمن الإسلام حياة كل أفراد
المجتمع تسوده الطمأنينة والأمل والابتعاد عن
تعاطي المخدرات لما تسببه من مآسي.
الإسلام أول من نادى بمبدأ الشورى: وهي
تعتبر مبدأ الحياة إذ يحمل كل فرد في المجتمع
مسؤولياته الاجتماعية في اصلاح مجتمعه
والمساهمة في رقيه والمحافظة على أخلاقه
والابتعاد عن كل ما يدمر العقل والأبدان.
والشورى في الإسلام “ديمقراطية” واضحة في
حقوق الأفراد والجماعات، وفي علاقة الأبناء
والزوجات بالأزواج والبائع بالمشتري، وطالما أن
هناك حرية لأي مجتمع فلن يصبح عسيرا عليه
أن يبلغ أعلى درجات الرعاية الاجتماعية، لأن
الإنسان لا يحس بمسؤولياته الاجتماعية في البيئة التي يعيش بها
إلا إذا توفر له الشعور بالطمأنينة النفسية التي تنبع من إحساس
الفرد بأنه حر في مجتمع يخدم حريته الفردية ويحافظ على حرية
مجتمعه.
المساواة والعدالة الاجتماعية: إن حضارة الشعوب دائما تقوم
على أساس المساواة والعدالة الاجتماعية بين أفراده، لأن الشعوب
التي لا يتساوى فيها الأفراد في الحقوق والواجبات ليست بُنية
صالحة لنمو التكافل لأن الابتكار لا يظهر إلا من خلال عقول تشعر
بالطمأنينة النفسية النابعة من شعورهم بوجود العدالة في مجتمعهم،
وأن لا سبيل للمفاضلة بين فرد وآخر إلا بما يقدمه لمجتمعه من
أعمال صالحة والرعاية الاجتماعية تعتمد على المساواة بين الأفراد
في الأحكام العامة والإسلام يعبر عن المساواة تعبيرا واضحا في الآية
الكريمة : ﴿إِنَّمَا الْمؤُْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ الحجرات الآية 10 .
4 – أن ا لله عندما خلق الإنسان: وحده كان ضعيفا لا يقدر على
شيء إلا إذا توافرت له ظروف التعاون مع غيره.
والضعيف إذا سانده الضعيف قوى، لأن الحياة الاجتماعية لا تنشأ
إلا بالتعاون بين الأفراد والرعاية الاجتماعية ما هي إلا تعاون أفراد
المجتمع في سبيل توفير الطمأنينة لأفراده.
5 – الرعاية في الإسلام: تعتمد على مبدأ التكافل الاجتماعي
الذي هو من أساسيات الإسلام فهو يجعل على المجتمع حق كفالة
الشخص سواء أكان طفلا أو أرملة عاجزة عن الكسب، وهنا تنتقل
المسؤولية إلى المجتمع متمثلة في مؤسساته التي تتكفل برعاية
المحتاج.
والتكافل في الإسلام قائم على التراحم الذي هو غالبا مايتصل
برعاية الأسرة لذوي قرباها مثل الأبناء والأقارب وهي تعد رعاية
أدبية أكثر منها مادية.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى موضحا معنى التكافل في الآية
الكريمة قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم
مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا
وَنِسَاء﴾النساء الآية 1.
إن أساس العلاقات الاجتماعية التي تقوم داخل الأسرة بين ذوي
الرحم التي هي أقوى من العلاقات المادية وهي تؤكد تحمل المجتمع
مسؤولية أفراده العاجزين.
6 – إن الحرية الشخصية: التي هي أساس الطمأنينة النفسية
وهي ركن أساسي في الإسلام لأن الله عندما خلق الإنسان خلقه
حرا يستطيع تحمل مسؤوليته نحو مجتمعه الذي هو جزء منه.
من هذا نخلص أن الدين الإسلامي لم يعزل الدين عن الدنيا فهو
أكثر الديانات السماوية حثا على عمل الخير والترغيب فيه دون
تشهير عند تقديم المساعدة للمحتاجين.
عليه إن العالم الإسلامي نتيجة لتعاليم هذا الدين الحنيف ازدهرت
فيه الروح الاجتماعية الفياضة بالخير.
كذلك إن الدين الإسلامي امتاز عن غيره من الديانات الأخرى
باعترافه بحرية الفرد، وهذا ما جعله نجح في إقامة مجتمع إنساني
متوازن ومتناسق قائم على العدل والمساواة والأخوة.

عن إدارة التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى