الرئيسية / ثقافة / حكاية عمو صالح – سعيد بن زيد
حكاية عمو صالح – سعيد بن زيد

حكاية عمو صالح – سعيد بن زيد

اعتدل العمّ صالح فى جلسته بعدما اكتملت حلقة
المستمعين،واستهل حديثه بالصلاة على الرسول ثم قال: نستكمل
حديثنا عن سعيد بن زيد وجهاده فى سبيل الله.
السابق بالمكرمات
لم يكن غريباً أن يكون سعيد بن زيد من السابقين إلى الإسلام
منذ أن دعا محمد صلى الله عليه وسلم دعوته ،،فقد نشأ سعيد في حجر أبيه زيد بن
عمرو بن نُفيل ، وكان زيد من الذين نفروا من عبادة الأصنام والأوثان
واتصل بأحباراليهود وقساوسة النصارى بحثاً عن الدين الحق،حتى
استقر على دين إبراهيم قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، حتى كان يقول وهو
مسند ظهره إلى الكعبة: يا معشر قريش ما منكم اليوم أحد على دين
إبراهيم غيري.
خٌلقه
لقد امتاز سعيد بِخُلق حسن، فقد كان ينهى عن الظلم وسفك
الدم وقتل النفس بغير حق فكان يحيي ، حتى إذا لقي أحداً يدفن
ابنته يقول له : مه! مه!لا تقتلها، أنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها، فإذا
ترعرعت، قال لأبيها: إن شئت، دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك
مؤونتها.
جهاده وزهده
شهد سعيد مغازي الرسول كلها إلا بدراً، وكان محبوباً من النبي.
وظل يجاهد معه حتى لحق النبي بالرفيق الأعلى فواصل جهاده مع
الخلفاء الراشدين حتى وافته المنية.
ويصف سعيد بن زيد معركة اليرموك قائلاً: لما كان يوم اليرموك
كنا أربعة وعشرين ألفاً ونحواً من ذلك، فخرجت لنا الروم بعشرين
ومائة ألف، وأقبلوا علينا بخطى ثقيلة كأنهم الجبال تحركها أيد
خفية. وسار أمامهم الأساقفة والبطاركة والقسيسون يحملون
الصلبان وهم يجهرون بالصلوات فيرددها الجيش من ورائهم وله
هزيم كهزيم الرعد، فلما رآهم المسلمون على حالهم هذه هالتهم
كثرتهم وخالط قلوبهم شيء من خوفهم،عند ذلك قام أبو عبيدة عمر
بن الجراح فخطب في الناس وحثهم على القتال.
حتى خرج رجل من صفوف المسلمين وقال لأبي عبيدة: إني أزمعت
على أن أقضي أمري الساعة، فهل لك من رسالة تبعث بها إلى رسول
الله فقال أبو عبيدة: نعم،،، تقرئه مني ومن المسلمين السلام وتقول
له: يا رسول الله إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً.
قال سعيد: فما إن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه ويمضي
إلى لقاء أعداء الله حتى اقتحمت إلى الأرض وجثوت على ركبتي
وأشرعت رمحي وطعنت أول فارس أقبل علينا. ثم وثبت على العدو
وقد انتزع الله كل ما في قلبي من الخوف فثار الناس في وجوه الروم
ومازالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنين النصر.
مستجاب الدعوة
بسبب هذه السجايا الحميدة والفضائل النادرة والزهد في مطامع
الدنيا والرغبة في الآخرة كان سعيد بن زيد مستجاب الدعوة، فقد
روي عنه:” أن أروى بنت أويس زعمت أن سعيد بن زيد قد غصب
شيئاً من أرضها وضمها إلى أرضه، وجعلت تنشر الخبر في المدينة،
ثم رفعت أمرها إلى مروان بن الحكم والي المدينة فأرسل إليه مروان
أناساً يكلمونه فتساءل سعيد في دهشة: كيف أظلمها وقد سمعت
رسول الله يقول: “من ظلم شبرا من الأرض طوقه يوم القيامة من
سبع أرضين” قال مروان : لا أسألك بينة بعد هذا، ثم دعا عليها
فقال: “اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها، فإن كانت كاذبة فأعم
بصرها وألقها في بئرها الذي تنازعني فيه، وأظهر من حقي نوراً يبين
للمسلمين أني لم أظلمها”وقيل إن وادي العقيق فاض في المدينة بسيل
عرم فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه، وظهر للمسلمين أنه
كان صادقاً،ولم تلبث المرأة إلا شهراً حتى عميت، وبينما هي تطوف
في أرضها تلك سقطت في بئرها فماتت فتحدث الناس في ذلك !!.
وفاته…..
توفي سعيد سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة،
ودفن بالمدينة المنورة بالعقيق،وقد كان من العشرة المبشرين بالجنة،
وغسله سعد بن أبي وقاص، وكفنه، وصلى عليه مع جمع من الصحابة
رضوان الله عليهم.

عن إدارة التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى