الرئيسية / الأخبار / من معاني القراءات وأسرارهاالأنعام 8
من معاني القراءات وأسرارهاالأنعام 8

من معاني القراءات وأسرارهاالأنعام 8

قوله تعالى ﴿ أزَرَ ﴾ ) آية 75 ( قرأ يعقوب بالرفع )أزرُ( والباقون بالنصب )ءازرَ ( ) 1(، فحجة من قرأ ) آزَرُ ( أنه منادى حذف منه حرف النداء ، وحجة من قرأ )ءازرَ ( أنه بدل من )أبيه( وهو مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة ) 2( .قوله تعالى: ﴿أتَُحَاجُّونِّي﴾ ) آية 81 ( قرأ نافع وأبوجعفر وروى ابن ذكوان عن ابن عامر وهشام عن ابن عامر – بخلف عنه – بتخفيف النون أتحاجوني والباقون بالتشديد أتحاجونّي 3 فحجة من قرأ بتخفيف النون أن الأصل فيه بنونين ، الأولى علامة الرفع ، والثانية فاصلة بين الفعل والياء ، ثم حذف النون الثانية استخفافاً، لاجتماع المثلين متحركين ، وللتضعيف الذي في الفعل في الجيم ، ولايحسن أن يكون المحذوف هو النون الأولى ، لأنها عَلَمُ والرفع في الفعل ،وحذفها علمُ النصب والجزم ، فلو حُذفت تخفيفاً لاشتبه المرفوع بالمجزوم والمنصوب ، وأيضاً فإن الاستثقال إنما يقع بالتكرير ،فحذف مايحدث به الاستثقال أولى من غيره، وحذف هذه النون في العربية قبيح مكروه ، إنما يجوز في الشعر لضرورة الوزن، والقرآن لايُحمل على ذلك ، إذ لاضرورة تُلجئ إليه، وحجة من قرأ بتشديد النون أن الأصل فيه بنونين، الأولى علامة الرفع، والثانية فاصلة بين الفعل والياء ، فلما اجتمع مثلان في فعل ، وذلك ثقيل، أدغم إحدى النونين في الأخرى، فوقع التشديد لذلك، ولابد من مدالواو للمشدد، لئلا يلتقي ساكنان ، الواو وأول المشدد ، فصارت المدة تفصل بين الساكنين، كما تفصل الحركة بينهما 4 .قوله تعالى: ﴿ دَرَجَاتٍ ﴾ آية 84 قرأ الكوفيون عاصم وحمزة والكسائي وخلف- ويعقوب بالتنوين درجاتٍ والباقون دون تنوين درجاتِ 5، فحجة من قرأ درجاتٍ أن الفعل مسلط على من ، لأن المرفوع في الحقيقة هو صاحب الدرجات ، لاالدرجات،كقوله تعالى : ﴿ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ﴾ البقرة 251 ، وبناء عليه يكون درجات منصوب على الظرفية ، ومن مفعول ، نرفع والتقدير : نرفع من نشاء مراتب ومنازل ، وحجة من قرأ درجاتِ: أن الفعل مسلط على درجات فتكون مفعول نرفع ، ودرجات مضاف ، ومن مضاف إليه:
لأن الدرجات إذا رفعت فصاحبها مرفوع إليها ، كمافي قوله تعالى: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ﴾
غافر 14  ، فأضاف الرفع إلى درجات فالقراءتان متقاربتان في المعنى ، لأن من رفعت درجاته فقد رفع، ومن رفع فقد رفعت درجاته ، والدرجة هي المنزلة ،
ويقال للمنزلة درجة إذا اعتبرت بالصعود، دون الامتداد على البسيط ، كدرجة السلم، ويعبر بها عن المنزلة الرفيعة، قال تعالى: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ البقرة آلاية 228 ، تنبيهاً لرفعة منزلة الرجال على النساء في العقل والسياسة 6.
قوله تعالى : ﴿وَزَكَرِيَّا﴾ آية 86 قرأ نافع وابن كثير وأبوعمرو وابن عامر وأبوجعفر ويعقوب وروى شعبة عن عاصم بهمزة مفتوحة بعد الألف زكريا والباقون دون همز زكريا ، زكرياء و زكريا لهجتان .
مصادر البحث وهوامشه:
1 – مصحف الصحابة 137 ، البدور الزاهرة 1 / 324
2 – معاني القرآن للقراء 1 / 340 ، البحر المحيط 4 / 164
3 – مصحف الصحابة 137 ، البدور الزاهرة 1 / 324
4 – الكشف 1 / 436 ، 437
5 – مصحف الصحابة 138 ، البدور الزاهرة 1 / 325
6 – المغني 2 / 61 ، 62
7 – مصحف الصحابة 138 ، البدور الزاهرة 1 / 326

عن إدارة التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى